ومن جوامع ذلك قول سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه: «من حقّ العالم عليك أن تسلّم على الناس عامة وتخصّه دونهم بالتحية، وأن تجلس أمامه، ولا تشيرنّ عنده بيدك، ولا تغمزن بعينك، ولا تقولن: فلان قال...
خلافا لقوله، ولا تغتابنّ عنده أحدا، ولا تسارر في مجلسه.. » (١). وهذه مأخوذة من آداب الصحابة في مجلس النبي صلى الله عليه وسلم.
٢ - مذاكرة الحفظ والعلم:
يجب على طالب القرآن مذاكرة حفظه، بنظام مستمر، امتثالا لأمره ﷺ «تعاهدوا القرآن... » وتحاشيا لنسيانه الذي هو من الكبائر كما تقدم (٢). ودرج الحفاظ على قراءة خمسة أجزاء يوميا، وقالوا: «من قرأ الخمس لم ينس»، كذلك يجب على طالب العلم مذاكرة علمه، ولا يكتفي بنجاحه في الامتحان.
فذلك غلط عظيم يقع فيه أكثر الطلبة، فلا تمر عليهم فترة إلا وقد عادوا جاهلين كأنهم لم يتعلموا.
آداب التأهب لتلاوة القرآن:
إن قراءة القرآن من أجلّ أمر يشتغل به الإنسان، وهي لمن قصد بها التقرّب إلى الله تعالى والتفكر بآيات الله من أعظم الطاعات، لذلك شرع لها التأهب والاستعداد بما يعدّ النفس لحسن الانتفاع بالقراءة أو التأهل لها، وبعضها شرط وهو أولها، ونبينها فيما يأتي:
١ - الطهارة:
الطهارة من الجنابة ومن الحيض والنفاس شرط لجواز قراءة القرآن، سواء كانت عن ظهر قلب أو من المصحف بمسه أو من غير مسه، باتفاق الأئمة الأربعة.
وعليه فالجنب والحائض والنفساء، يحرم عليهم قراءة القرآن، ويجوز لهم إجراء القرآن على قلوبهم، كما يجوز لهم النظر في المصحف من غير مسّ
(٢) الصفحة السابقة وانظر هذه الآداب في التبيان ص: ٥٠ - ٥٤.