«آل إليه الأمر أولا ومآلا: رجع، وعنه ارتد... ».
وأما التأويل اصطلاحا:
فنختار لتعريف التأويل بالنسبة لدراسة القرآن هذا التعريف وهو: «التأويل: بيان ما يرجع إليه معنى القرآن بمقتضى القواعد والنظر الدقيق» (١).
على أنه قد يطلق «التأويل» ويراد به ما يشمل التفسير، كما هو استعمال الإمام محمد بن جرير الطبري في تفسيره، فإنه يصدّر الآية قبل الكلام عليها بقوله: «القول في تأويل قوله تعالى... كذا... ويذكر ما هو من التفسير، وما هو من التأويل.
مراتب التفسير وحكمها:
وقد ورد في ذلك بيان عن أقدم إمام في التفسير هو رئيس المفسرين عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما، نورده بلفظه، قال ابن عباس:
(التفسير أربعة أوجه: وجه تعرفه العرب من كلامها، وتفسير لا يعذر أحد بجهالته، وتفسير تعلمه العلماء، وتفسير لا يعلمه إلا الله).
وهو تقسيم صحيح ودقيق (٢):
أما التفسير الذي تعرفه العرب بلغاتها: فهو ما يرجع إلى اللسان العربي من اللغة والإعراب وعلوم العربية.
وأما التفسير الذي لا يعذر أحد بجهالته: فهو ما يظهر للأفهام معرفة معناه من القرآن ظهورا لا خفاء فيه.
وأما التفسير الذي يعلمه العلماء: فهو ما يرجع إلى اجتهادهم ودقة نظرهم في استنباط دقائقه من المعاني الخفية أو أوجه البلاغة المعجزة، أو الأحكام الفقهية، أو غير ذلك بحسب اختصاص العالم الباحث.

(١) انظر البحث في الفرق بين التأويل والتفسير في الإتقان ج ٢ ص ١٧٣ والتفسير والمفسرون ج ١ ص ١٩ - ٢٢.
(٢) كما في البرهان والإتقان ج ٢ ص ١٨٢.


الصفحة التالية
Icon