هيئته التي وضع عليها أول مرة، ولا ثقة لنا بكتابة كاتب حتى يوافق ما هو عند الحفاظ بالإسناد الصحيح المتواتر.
وبهذه العناية المزدوجة | بقي القرآن محفوظا» (١). |
وواضح أيضا من المصاحف التي أرسلها سيدنا عثمان إلى الآفاق حيث أنفذ مع كل مصحف قارئا، فتلازمت الكتابة في الخط مع الحفظ والعرض منذ بداية النزول، ومضت على ذلك الأجيال في كل الأعصار والأمصار، وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
والخامس: أن العرب الخلص اتسمت لغتهم العربية بالإيجاز، وهو واد من أودية البلاغة والفصاحة، حتى قالوا: البلاغة الإيجاز، فجاء خط المصحف على سنن لغة العرب من الإيجاز في الرسم، فوافق خطهم لغتهم العربية، وبهذا تتجلى فصاحة الرسم القرآني وبلاغته.
من فصاحة الرسم وبلاغته:
ومما لا شك فيه أن فضل العلم بقدر شرف المعلوم، وموضوع هذا العلم هو المصحف الشريف، وإن شئت قلت: القرآن الكريم، لوجوده
(١) انظر: النبأ العظيم ص ٥، ٧.