وبعد وفاته عام ٤٣٦ هـ خلفه ابنه علي بن مجاهد، واستمر في حكمها حتى غلبه عليها أحمد بن سليمان بن هود، والي سرقسطة.
ودامت ولاية ابن هود عليها حتى سقطت بأيدي قوات المرابطين حين دخولهم الأندلس عام أربعة وثمانين وأربعمائة (١).
ثانيا: إمارة بلنسية: في عهد الطوائف في عصر المؤلف أبي داود أصبحت بلنسية في بداية القرن الخامس الهجري مملكة مستقلة شأن العديد من مدن الأندلس، توالى على حكمها عدد من الأمراء، ثم تسلط عليها القشتاليون إلى أن استعادها المرابطون.
يبدأ هذا العهد بإعلان الفتيان أو المماليك العامرية استقلالهم بحكم بلنسية على يد مجاهد العامري حول سنة ٤٠١ هـ، وأعقبه مبارك ومظفر العامريان سنة ٤٠٥ هـ اللذان تلقبا بلقب الإمارة، واستقلا بشئونهما عن قرطبة. استمر الفتيان العامريان بحكم بلنسية من سنة ٤٠٥ هـ إلى سنة ٤٠٨ هـ، فاهتمّا بها، وبنيا سورا على بلنسية وحصناها، مما لفت أنظار الناس إليها، فلحق بها عريف كل صنعة، وجلبت إليها كل ذخيرة، ورحل الناس إليها من كل قطر، وما زالت حالتها على الاستقرار والهدوء حتى مات مبارك، ثم تلاه مظفر (٢).
فاتفق أهل بلنسية على تقديم لبيب الصّقلبيّ من سنة ٤٠٨ إلى ٤١١ هـ

(١) انظر: البيان المغرب ٣/ ١٥٥، المعجب ٧٤، بغية الملتمس ٤٧٢، الحلل ٣/ ٢٩٥، دول الطوائف ١٨٧.
(٢) انظر: البيان ٣/ ١٥٨، دول الطوائف ١٥٦، الحياة العلمية ١٢٢.


الصفحة التالية
Icon