وحينئذ يتوفر للمكتبة القرآنية كتاب محقق في إعراب المصحف بالنقط والشكل، وهو المسمى ب «الطراز في شرح ضبط الخرّاز» للإمام التنسي وكتاب محقق في رسم هجاء المصاحف وهو المسمى ب «مختصر التبيين لهجاء التنزيل».
وعلى كلا الكتابين اعتمد نساخ المصاحف، وستلاحظ ذلك في خاتمة المصاحف في الشرق والغرب، والحمد لله على التمام والكمال.
ومما يزيد في أهمية معرفة هجاء المصاحف بيان معرفة اختلاف القراء في بعض الأحرف. ولن يتسنى لقارئ القرآن معرفة بعض الأحرف التي اختلف فيها القراء إلا بعد معرفة رسم هذه الأحرف. وهو باب مهم في القراءة، ولذلك نجد الكتب المؤلفة في القراءات وشراح الشاطبية خصت فيها بابا لذكر مرسوم المصاحف.
قال الإمام أبو العباس المهدوي: «كانت الحاجة إليه كالحاجة إلى سائر علوم القرآن، بل أهم، ووجوب تعليمه أشمل وأعم، إذ لا يصح معرفة بعض ما اختلف القراء فيه دون معرفته (١)» أي رسم هجاء المصاحف، كما هو واضح في وقف حمزة وهشام وغيرهما على بعض الحروف.
وقال ابن القاصح: «ويحتاج القارئ إلى معرفة الرسم في ذلك، فيقف بالحذف على ما رسم بالحذف، وبالإثبات على ما رسم بالإثبات» (٢).
(٢) انظر: سراج القاري ١٢٧، إبراز المعاني ٢٧٥.