قال أبو عبد الرحمن: فذاك الذي أقعدني هذا المقعد. وأقرأ أبو عبد الرحمن في إمرة عثمان حتى كان الحجاج (١).
وكم للمؤمن القارئ من فخر وحجة، في أن جعله ﷺ كالأترجّة، استبدّ كما استبدت بالمديح، وجمعت من الطيبين في العظم والريح، فرجّحوا المرجح الأولى، ولا ترضوا إلا بالمثل الأعلى، وشبّه/ المؤمن الذي لا يقرؤه بالتمرة، أعطاه حظا من حظين، ومنزلة من منزلتين، وشبّه المنافق الذي يقرؤه بالريحانة تعبق، وطعم يغص به ويشرق، نعوذ بالله منه ومن الفاجر الذي لم يتمسك بفضيلة، ولا يعلق بوسيلة، فمثّله بالحنظلة، خصت بالأمرّين، وجمعت بين الشرّين (٢).
وعنه ﷺ أنه قال: «من قرأ القرآن وعمل بما فيه ألبس والداه يوم القيامة تاجا ضوؤه أحسن من ضوء الشمس في بيوت الدنيا، فما ظنكم بالذي عمل بهذا» (٣).
وقال صلى الله عليه وسلم: «الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السّفرة الكرام البررة، والذي يقرؤه وهو يشتدّ عليه فله أجران» (٤).

(١) تقدم تخريج الحديث (ص/ ٢١) تعليق (١)، أما هذه الزيادة فقد أخرجها البخاري (٥٠٢٧)، والترمذي (٢٩٠٧)، والدارمي (٣٣٨١)، وابن حبان (١١٨).
(٢) يشير إلى قوله صلى الله عليه وسلم: «مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجّة ريحها طيّب وطعمها طيّب، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة لا ريح لها وطعمها حلو، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن كمثل الرّيحانة ريحها طيّب وطعمها مرّ، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ليس لها ريح وطعمها مرّ».
وقد تقدم تخريجه (ص/ ٢٤) تعليق (٤).
(٣) أخرجه أبو داود (١٤٥٣)، وأبو يعلى (١٤٩٣)، والحاكم (١/ ٥٦٧). وأخرجه أحمد (٣/ ٤٤٠) بزيادة في أوله، من حديث معاذ بن أنس الجهني.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وتعقبه الذهبي بقوله:
زبّان ليس بالقوي.
وقال الهيثمي (٧/ ١٦١ - ١٦٢): رواه أحمد، وفيه: زبّان بن قائد، وهو ضعيف.
(٤) أخرجه البخاري (٤٩٣٧)، ومسلم (٧٩٨)، وأبو داود (١٤٥٤) - واللفظ له-


الصفحة التالية
Icon