سيرين، وأبي سلمة، ونافع مولى ابن عمر، وعكرمة، ويحيى بن عبيد الزهري، وإبراهيم التميمي، ومجاهد بن جبر، وإسماعيل بن أبي خالد، وابن شهاب الزهري، وعطاء بن أبي رباح، وفرقد السبخي، وأبي الزبير محمد بن مسلم، وسعيد المقبري، وعبد الملك بن عمير، وعبد الرحمن بن أبي بكر الصدّيق، وعبيد الله بن الوليد رضي الله عنهم.
وقدر أبي عمرو في العلم عظيم، وخطبه فيه خطب جسيم، وكان في وقته نورا مستعصما به من الشبهات، وصدرا يقتدى به في ضبط الحديث والقراءات، قد نقل عنه الحديث واللغة والنحو والشعر والحكمة والمعاني النحوية في القراءات، بأثبت ما يكون من حسان، وأعذب ما يسمع من لسان، ولولا مخافة الإطالة لذكرت كثيرا من محاسنه رضي الله عنه وعنا به.
قرأ فيما (١) اشتهر عنه على أبي الحجاج مجاهد بن جبر (٢)، وسعيد بن جبير، وقرآ معا على عبد الله بن عباس، وقرأ ابن عباس على أبيّ بن كعب، وزيد بن ثابت، وقرآ على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقرأ أبو عمرو رحمه الله على الأئمة المكيين أبي صفوان حميد بن قيس الأعرج، وأبي معبد عبد الله/ بن كثير، ومحمد بن عبد الرحمن بن محيصن السّهمي، وقرأ هؤلاء على مجاهد بن جبر.
قال الأصمعي: قلت لأبي عمرو: أقرأت على ابن كثير، قال: نعم ختمت على ابن كثير بعد ما ختمت على مجاهد، وكان ابن كثير أعلم باللغة من مجاهد.

- قال البيهقي: وهذا لو رواه عبد الوارث عن عبد العزيز عن أنس لكان إسنادا صحيحا، إلا أنه امتنع من روايته، ويحتمل أنه كان عنده بالإسناد الأول، والله أعلم.
وقال ابن أبي حاتم في «العلل» (١/ ٢٩): سمعت أبي ذكر حديثا رواه عبد الوارث عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس: «أن النبي ﷺ كانت له خرقة يتمسح بها» فقال: إني رأيت في بعض الروايات عن عبد العزيز: أنه كان لأنس بن مالك خرقة. وموقوف أشبه، ولا يحتمل أن يكون مسندا.
انظر: «السنن الكبرى» (١/ ١٨٥ - ١٨٦)، و «تلخيص الحبير» (١/ ٩٩).
(١) في الأصل: «فيها».
(٢) في الأصل: (جبير)، وسيورد المؤلف ترجمة مجاهد (ص/ ٨٣).


الصفحة التالية
Icon