منك، ولست أخالفك في شيء من قراءتك إلا في عشرة أحرف، فإني لست أقرأ بها، وهي جيدة في العربية، فقال حمزة: جعلت فداك، فيم تخالفني؟
فقال: أنا أقرأ في سورة النساء وَالْأَرْحامَ (١) بالنصب، وأقرأ يُبَشِّرُ (٢) وبابه التشديد، وأقرأ وَيَتَناجَوْنَ بِالْإِثْمِ (٣) بألف، وأقرأ وَما أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ (٤) بفتح الياء، وأقرأ سَلامٌ عَلى إِلْ ياسِينَ (٥) مقطوع، وهم آل محمد، وأقرأ وَمَكْرَ السَّيِّئِ (٦) بالخفض، وأظهر اللام/ عند الباء والسين والتاء، نحو بَلْ تَأْتِيهِمْ (٧)، بَلْ سَوَّلَتْ (٨)، هَلْ ثُوِّبَ (٩)، وأفتح الواو واللام (١٠) من قوله ولدا وولده في جميع القرآن، هكذا قرأ علي بن أبي طالب رضي الله عنه، قال حمزة: فهممت أن أرجع عنها، وخيرت أصحابي فيها.
قال جعفر الوزان: أنا إذا قرأت لنفسي قرأت بهذه الحروف.
وقرأ حمزة أيضا على الأعمش، وقرأ الأعمش على يحيى بن وثّاب، على زرّ بن حبيش، على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وعلى عبد الله بن مسعود رضي الله عنهما، وقرآ على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقرأ حمزة على حمران بن أعين، وقرأ حمران على أبي معاوية عبيد بن نضيلة، وقد تقدم سنده.
وقرأ حمزة على عبد الرحمن بن أبي ليلى، وقرأ ابن أبي ليلى على

(١) سورة النساء، الآية: ١.
(٢) سورة الإسراء، الآية: ٩.
(٣) سورة المجادلة، الآية: ٨.
(٤) سورة إبراهيم، الآية: ٢٢.
(٥) سورة الصافات، الآية: ١٣٠.
(٦) سورة فاطر، الآية: ٤٣.
(٧) سورة الأنبياء، الآية: ٤٠.
(٨) سورة يوسف، الآية: ١٨.
(٩) سورة المطففين، الآية: ٣٦.
(١٠) قوله: (اللام) سقط من الأصل، والمثبت من مصدر التخريج.


الصفحة التالية
Icon