فأما السّوسنجردي فقرأ بها على النقاش، وقال: قرأت بها على أبي يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن الحسن، المعروف بالشطي، وقرأ على إدريس بن عبد الكريم.
قال الكندي: وقرأت بها على أبي محمد عبد الله، وقرأ على أبي الفضل، وقرأ على أبي المعالي.
فأما/ أبو الفضل فقرأ بها على الكارزيني، على المطّوّعي، وأما أبو المعالي فقرأ بها على أبي العلاء الواسطي، وقرأ [على] (١) أبي بكر أحمد بن جعفر القطيعي من الكتاب، وقرأ القطيعي والمطّوّعي على إدريس بن عبد الكريم، وقرأ على خلف، وقرأ خلف على الجماعة المذكورين أولا، منهم حمزة بن حبيب رضي الله عنهم، ومات خلف في سنة سبع وعشرين ومائتين في خلافة الواثق بالله، وكان مولده في سنة خمسين ومائة.
قال خلف: قرأت القرآن على سليم مرارا، وكنت أسأله عند الفراغ من الختمة أروي هذه القراءة التي قرأت عليك عن حمزة؟ فيقول: نعم.
قال عمر بن قائد الأدمي: سمعت خلف بن هشام يقول: قرأت على سليم في يوم من أول القرآن حتى بلغت سورة المنافقين، فما ردّ عليّ شيئا، فانتهيت إلى قوله: ولكن المنافقين لا يعلمون، فرفع رأسه وقال: والله إنك حافظ، ولكن تحتاج إلى قليل فقه، فقلت: وَلكِنَّ الْمُنافِقِينَ لا يَفْقَهُونَ (٢).
وقرأ على الكسائي، وقيل: إنه كان يحضر بين يدي الكسائي، ويسمع قراءته، ولم يقرأ عليه، والله أعلم بالصواب.
وكان يكره أن يقال له البزار، ويقول: ادعوني المقرئ.
وحكى محمد بن الجهم قال: كان خلف موسعا عليه، وكان يصلح في كل يوم أحد طعاما، ويجمع الكسائي والفرّاء وأمثالهما، فيأكلون ويبحثون في العلم والنحو والغريب واللغة.
(٢) سورة المنافقون، الآية: ٧.