ربهم: ﴿قَالُوا رَبَّنَا مَن قَدَّمَ لَنَا هَذَا فَزِدْهُ عَذَابًا ضِعْفًا فِي النَّار﴾.
ثم ماذا؟ ثم هاهم أولاء يفتقدون المؤمنين، لا يجدون المؤمنين معهم في النار، الذين كانوا يتعالون عليهم في الدنيا، ويظنون بهم شرًّا، ويسخرون من دعواهم في النعيم، يسخرون منهم حينما يقولون لهم: نحن ندخل الجنة، هذا في الدنيا فكان الكفار يسخرون من كلامهم، ها هم الآن في النار لا يجدون المؤمنين معهم، فيفتقدونهم، فيتساءلون: أين هم؟ أين ذهبوا؟ لم نرهم هنا، أو يقولون: أم نراهم هنا لكن زاغت عنهم الأبصار، بينما هؤلاء الرجال الذين يتساءلون عنهم هناك في الجِنان، الرجال الذين يتساءلون عنهم أنهم لم يجدوهم في النار هم في الجنة.
ويُختم هذا المشهد بتقرير واقع أهل النار: ﴿إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّار﴾ فما أبعد مصيرهم عن مصير المتقين الذين كانوا يسخرون منهم، ويستكثرون اختيارَ الله لهؤلاء المؤمنين في الجنة.
هذا والله أعلم.


الصفحة التالية
Icon