ويعقب الله على هذا التحدي بتقرير أنهم لن يقبلوا المباهلة، ولن يطلبوا الموت؛ لأنهم يعلمون أنهم كاذبون ويخشون أن يستجيب الله فيأخذهم، وهم يعلمون أن ما قدموه من عمل لا يجعل لهم نصيبًا في الآخرة، وعندئذ يكونون قد خسروا الدنيا بالموت الذي طلبوه، وخسروا الآخرة بالعمل السيئ الذي قدموه.
ومن ثم فإنهم لن يقبلوا التحدي، فهم أحرص الناس على حياة، وهم والمشركون في هذا سواء، قال تعالى: ﴿وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ * وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ﴾. (البقرة: ٩٥، ٩٦).
حماقة من حماقات اليهود المضحكة:
قال تعالى: ﴿قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ* مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ﴾ (البقرة: ٩٧، ٩٨).
لقد بلغ هؤلاء القوم من الحنق والغيظ من أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده، مبلغًا يتجاوز كل حد، وقادهم هذا إلى تناقض لا يستقيم في عقل.
لقد سمعوا أن جبريل ينزل بالوحي من عند الله على محمد -صلى الله عليه وسلم- ولما كان عداؤهم لسيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- قد بلغ مرتبة الحقد والحنق، فقد لَجَّ بهم الضغن أن يخترعوا قصة واهية وحجة فارغة، فيزعموا أن جبريل عدوهم؛ لأنه ينزل بالهلاك والدمار والعذاب، وأن هذا هو الذي يمنعهم من الإيمان والتصديق بسيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- من جراء صاحبه جبريل، ولو كان الذي ينزل إليه بالوحي هو ميكائيل لآمنوا؛ فميكائيل ينزل بالرخاء والمطر والخصب.
ولقد رد القرآن عليهم بأن من عادى أحدًا منهم فقد عاداهم جميعًا، وعادى الله