أو نصارى، هذه مجرد أمنية لهم، ومن ثم يُلقن الله رسوله -صلى الله عليه وسلم- أن يجيبهم وأن يَجْبَههم بالتحدي، وأن يطالبهم بالدليل، وذلك في قوله تعالى: ﴿قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾. فالجزاء من جنس العمل، بلا محاباة لأمة ولا لطائفة ولا لفرد، قال تعالى: ﴿بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ (البقرة: ١١٢).
زعم اليهود بأن النار لن تمسهم إلا أيامًا معدودات، والرد عليهم:
اليهود يحسبون أنهم ناجون من العذاب مهما فعلوا، وأن النار لن تمسهم إلا أيامًا معدودات، يخرجون بعدها إلى النعيم. قال تعالى: ﴿وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً﴾ (البقرة: ٨٠).
علام يعتمدون في ذلك؟ علام يحددون الوقت كأنهم مستوثقون، وكأنها معاهدة محدودة الأجل معلومة الميقات. حينما قالوا ذلك لقن الله نبيه -صلى الله عليه وسلم- الحجة الدامغة: ﴿قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا﴾ (البقرة: ٨٠) فأين هو ذلك العهد، هل أعطى لكم الله عهدًا على أن النار لن تمسكم في الآخرة إلا أيامًا معدودة، أم تقولون على الله ما لا تعلمون؟!.
هذا هو الواقع، هم يقولون كلامًا عن الله لا يعلمونه، ولذلك الاستفهام في قوله تعالى: ﴿أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾ (البقرة: ٨٠) هو للتقرير، تقرير الواقع، أي: هم يقولون على الله ما لا يعلمون، ولكنه في صورة الاستفهام، يحمل كذلك معنى الإنكار والتوبيخ.
قال الله تعالى: ﴿قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾ (البقرة: ٨٠). هنا يأتيهم الجواب القاطع والقول الفصل في هذه


الصفحة التالية
Icon