يمشي مع أصحابه في البرية في الصحراء، ثم يأمرهم بحفر هذه المواضع فيخرج ما خبئ من الخبز واللحم والفاكهة، فيعدونها من الكرامات". (روائع البيان في آيات الأحكام) للصابوني في تفسير قوله تعالى: ﴿وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ﴾ (البقرة: ١٠٢) إلى آخر الآية.
النوع الثالث: من ضروب السحر عند المعتزلة، ضرب آخر من السحر عن طريق النميمة والوشاية والإفساد من وجوه خفيفة لطيفة، وذلك أمر عام شائع في كثير من الناس.
وقد حكي أن امرأة أرادت إفساد ما بين زوجين، فجاءت إلى الزوجة فقالت لها: إن زوجك معرض عنك وهو يريد أن يتزوج عليك، وسأسحره لك حتى لا يرغب عنك ولا يريد سواك، ولكن لا بد أن تأخذي من شعرٍ حلَقه بالموس ثلاث شعرات إذا نام، وتعطينها إياي حتى يتم سحره، فاغترت المرأة بقولها وصدقتها. ثم ذهبت إلى الرجل وقالت له: إن امرأتك قد أحبت رجلًا وقد عزمت على أن تذبحك بالموس، وقد أشفقتُ عليك، ولزمني نصحك فتيقظ لها هذه الليلة، وتظاهر بالنوم فستعرف صدق كلامي، فلما جاء الليل تناوم الرجل في بيته، فجاءت زوجته بالموس، ليحلق بعض شعرات من حلقه، ففتح الرجل عينيه فرآها وقد أهوت بالموس إلى حلقه، فلم يشك في أنها أرادت قتله فقام إليها فقتلها، فبلغ الخبر إلى أهلها فجاءوا فقتلوه، وهكذا كان الفساد بسبب الوشاية والنميمة.
رابعًا: من ضروب السحر عند المعتزلة: الاحتيال، وذلك بإطعام الإنسان بعض الأدوية المؤثرة في العقل، أو إعطائه بعض الأغذية التي لها تأثير على الفكر والذكاء، كإطعامه دماغ الحمار الذي إذا أطعمه إنسان تبلد عقله وقلت فطنته،


الصفحة التالية
Icon