دلّت هذه الآية الكريمة على سببين من أسباب الحرب:
أولهما: القتال في سبيل الله، وهو مقصودُ الدين، حتى لا تكون فتنة، ويكون الدين لله، ولو كره المشركون.
وثانيهما: القتال لحماية المستضعفين الذين أقاموا بمكة؛ حيث لم يقدروا على الهجرة لأسباب ما، فعذبتهم قريش، وفتنتهم حتى طلبوا من الله الخلاصَ، فهؤلاء المستضعفون في أمسِّ الحاجة إلى دَفْع أذى وعدوان المشركين عنهم؛ ليتمكنوا من ممارسة عبادتهم في حرية مطلقة.
كما بيّن القرآن الكريم أنّه يجب على المسلمين أن يقاتلوا المشركين كافّةً؛ لأنهم يقاتلونهم كافّة، قال تعالى: ﴿وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً﴾ (التوبة: ٣٦) فالكاف هنا تعليلية، بمعنى: لأنهم يقاتلونكم كافة.
فضل الجهاد وثوابه، والآثار المترتبة على تركه
فضل الجهاد:
وردت آيات كثيرة تبين ثواب المجاهدين، من هذه الآيات قوله تعالى: ﴿وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا﴾ (النساء: ٧٤).
وورد عن معاذ بن جبل -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((ألا أخبرك برأس الأمر كله وعمودِه وذِروة وسنامه؟ قلت: بلى يا رسول الله، قال: رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهادُ)). الترمذي الحديث رقم ٢٦١٦، وقال: هذا حديث حسن صحيح.