وكم في القرآن من مثل هذا الاحتجاج كما في قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ﴾!! (الحج: ٥) إلى أن قال ﴿وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَن فِي الْقُبُور﴾ (الحج: ٧) وقوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن سُلاَلَةٍ مِّن طِين﴾ (المؤمنون: ١٢) إلى أن قال: ﴿ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُون﴾ (المؤمنون: ١٦).
وذكر تعالى قصة أصحاب الكهف، وكيف أبقاهم موتى ثلاثمائة سنة، شمسية، وهي ثلاثمائة وتسع سنين قمرية، وقال فيها سبحانه ﴿وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا﴾ (الكهف: ٢١).
جزاء الأعمال في الآخرة، وإثبات العرض والحساب يوم القيامة
جزاء الأعمال في الآخرة، وأن الناس في الآخرة يجزون بأعمالهم في الدنيا:
قال تعالى: ﴿مَلِكِ يَوْمِ الدِّين﴾ (الفاتحة: ٤) وقال تعالى: ﴿يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِين﴾ (النور: ٢٥) والدين الجزاء، يقال: كما تدين تدان، أي: كما تجازي تُجازَى، وقال تعالى: ﴿جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُون﴾ (السجدة: ١٧) وقوله تعالى: ﴿جَزَاء وِفَاقًا﴾ (النبأ: ٢٦) وقوله تعالى: ﴿مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى إلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُون﴾ (الأنعام: ١٦٠) وقال تعالى: ﴿مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا وَهُم مِّن فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُون * وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُون﴾ (النمل: ٨٩ - ٩٠) وقال تعالى: ﴿مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُون﴾ (القصص: ٨٤) وأمثال ذلك.
وقال -صلى الله عليه وسلم- فيما يرويه عن ربه -عز وجل- من حديث أبي ذر الغفاري -رضي الله عنه-: ((يا عبادي، إنما هي أعمالكم أحصيها لكم، ثم أوفيكم إياها، فَمَن وجد خيرًا فليحمد الله، ومن وجد غيرَ ذلك فلا يلومنَّ إلا نفسَه)) أخرجه مسلم في البر والصلة، باب تحريم الظلم.