مكان كلمة في كتاب الله عز وجل، لذلك يذكر أهل البلاغة هذه القصة المشهورة بين الخنساء وحسان - رضي الله عنهما.
يقول حسان بن ثابت - رضي الله عنه:
لنا الجفنات الغر يلمعن بالضحى | وأسيافنا يقطرن من نجدة دما |
ولدنا بني العنقاء وابن محرق | فأكرم بنا خالًا وأكرم بنا ابنما |
فقالت: قلت لنا الجفنات والجفنات ما دون العشر فقللت العدد، ولو قلت الجفان لكان أكثر، وقلت الغر والغرة البياض في الجبهة، ولو قلت: البيض لكان أكثر اتساعًا، وقلت: يلمعن واللمع شيء يأتي بعد الشيء ولو قلت يشرقن لكان أكثر، لأن الإشراق أدوم من اللمعان، وقلت: بالضحى ولو قلت: بالعشي لكن أبلغ في المديح لأن الضيف بالليل أكثر طروقًا، وقلت: أسيافنا والأسياف دون العشر ولو قلت سيوفنا كان أكثر، وقلت: يقطرن فدللت على قلة القتل ولو قلت يجرين لكان أكثر لانصباب الدم، وقلت دمًا والدماء أكثر من الدم، وفخرت بمن ولدت ولم تفتخر بمن ولدوك، فعدت له -رضي الله عنها- ثمانية مواضع في بيتين من الشعر، ومن حسان كما تعلمون شاعر فحل