وكذلك تُستخدم الهمزة على معنى التعجب استفهام غرضه التعجب، كقوله سبحانه: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاء لَجَعَلَهُ سَاكِنًا﴾ (الفرقان: ٤٥)
وتُستخدم أيضًا بمعنى الاستبطاء؛ فإن يستفهم بها عن أمر تباطأ المخاطب في فعله، كقوله تعالى: ﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ﴾ (الحديد: ١٦).
وأخيرًا تستخدم الهمزة للتقرير، والتقرير هو: حمل المخاطب على الإقرار والاعتراف بأمر قد استقر عنده ثبوته أو نفيه، هنا يجب أن يليها الشيء الذي تقرره به، يعني حمل المخاطب على معنى يريده السامع؛ فتذكر الشيء الذي تريده أن يقر به كقوله سبحانه وتعالى: ﴿أَأَنتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيم﴾ (الأنبياء: ٦٢) فهم عندما وجهوا هذا الخطاب لإبراهيم -عليه السلام- لا يسألون عن الفاعل، فهم يعلمون أن الفاعل هو إبراهيم عليه السلام ﴿سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيم * قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُون﴾ (الأنبياء: ٦٠ - ٦١).
فهنا طرحوا هذا السؤال على إبراهيم -عليه السلام- ليأخذوا منه إجابة، هذه الإجابة يستطيعون بها أن يفعلوا ما يريدون فعله معه، فهنا لو لم يعلموا الفاعل كان هذا استفهامًا حقيقيًّا، ولو كانوا يعلمون فلعلمهم أن إبراهيم عليه السلام هو الذي فعل ذلك، وجهوا إليه السؤال لحمله على ما يريدون.
ومن أمثلته أيضًا في القرآن: قول الله -سبحانه وتعالى- لعيسى عليه السلام: ﴿وَإِذْ قَالَ اللهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِن دُونِ اللهِ﴾ (المائدة: ١١٦) فالله -سبحانه وتعالى- يعلم أن عيسى -عليه السلام- لم يقل هذا القول، وإنما هم افتروا عليه هذا الافتراء، فسأله المولى -سبحانه وتعالى- في هذا المشهد من مشاهد يوم القيامة، كي يكون على مرأى ومسمع