والخَامِس: هو أن تكون بمعنى التوكيد، وهذه ما يُسمونها بالزائدة، وحَمَل عليها بعضهم قوله تعالى: ﴿عَسَى أَن يَكُونَ رَدِفَ لَكُم﴾ (النمل: ٧٢) أي: ردفكم؛ فالظاهر في هذه الآية -والله أعلم- أنّ المعنى بتضمين ردف اقترب، وليست زائدة.
والسادس: تقوية العامل؛ وهذا في مواضع معينة ذلك إذا دخلت على المفعول به، وتقدم المفعول على العامل كقوله تعالى: ﴿إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُون﴾ (يوسف: ٤٣) فيقولون: إن الأصل إن كنتم تعبرون الرؤيا؛ فدخلت اللام على كلمة الرؤيا على سبيل تقوية العامل؛ لأنه تأخر عن المعمول، أو إذا كان العامل فرعًا في العمل، يعني اسمًا مشتقًّا يَعْمَلُ عَمَل فعله، كقوله تعالى: ﴿مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَهُمْ﴾ (البقرة: ٩١) أي: مُصدقًا ما معهم، وكقوله تعالى: ﴿فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيد﴾ (هود: ١٠٧) أي: فعال ما يريد.
وتأتي اللام بمعنى انتهاء الغاية، وهذا بمعنى إلى أي توافق إلى في المعنى، كقوله تعالى: ﴿كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى﴾ (لقمان: ٢٩) أي: إلى أجل مسمى، وكقوله تعالى: ﴿بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا﴾ (الزلزلة: ٥) أي: أوحى إليها، وكقوله تعالى: ﴿وَلَوْ رُدُّواْ لَعَادُواْ لِمَا نُهُواْ عَنْهُ﴾ (الأنعام: ٢٨) أي: إلى ما نهوا عنه.
وتأتي اللام بمعنى توكيد النفي، وهي ما تُسمى بلام الجحود ﴿لَّمْ يَكُنِ اللهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ﴾ (النساء: ١٣٧) ﴿وَمَا كَانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ﴾ (الأنفال: ٣٣) أي: المسبوقة بـ"لم يكن" أو "ما كان" وهذه الفعل بعدها يكون منصوبًا بأن مضمرة، وأنْ وَمَا دخلت عليها يكون مجرورًا باللام.
والثامِنُ أن تأتي للصيرورة، أي: بمعنى المآل، وحملوا عليه قوله تعالى: ﴿فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا﴾ (القصص: ٨) فهم لم يلتقطوا


الصفحة التالية
Icon