وتأتي بمعنى التأكيد، وهي أيضًا الزائدة، كقوله تعالى: ﴿وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ﴾ (البقرة: ١٩٥) أي: ولا تلقوا أيديكم إلى التهلكة، وكقوله تعالى: ﴿وَكَفَى بِاللهِ شَهِيدًا﴾ (النساء: ٧٩) وكقوله تعالى: ﴿وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ﴾ (مريم: ٢٥) وكقوله تعالى: ﴿وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ﴾ (الحج: ٢٥) أي: ومن يرد فيه إلحادًا.
وأيضًا حرف "في" وله معان منها: الظرفية، المكانية. كقوله تعالى: ﴿فِي أَدْنَى الأَرْض﴾ (الروم: ٣) والظرفية الزمانية، كقوله تعالى: ﴿فِي بِضْعِ سِنِينَ﴾ (الروم: ٤) وتأتي "في" بمعنى الظرفية المجازية، والظرفية المجازية التي ليست على حقيقة معنى الظرف، كقوله تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ﴾ (الأحزاب: ٢١) كقوله تعالى: ﴿وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ﴾ (البقرة: ١٧٩). وتأتي في مرادفة إلى؛ أي: بمعنى إلى كقوله تعالى: ﴿فَرَدُّواْ أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ﴾ (إبراهيم: ٩) وتأتي زائدة، وأجاز ذلك بعضهم في قوله تعالى: ﴿وَقَالَ ارْكَبُواْ فِيهَا﴾ (هود: ٤١) أي: اركبوها.
وتأتي "في" بمعنى السببية كقوله تعالى: ﴿لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيم﴾ (النور: ١٤) أي: بسبب ما أفضتم فيه، وكقوله تعالى: ﴿قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ﴾ (يوسف: ٣٢) أي بسببه، وتأتي في بمعنى المصاحبة كقوله


الصفحة التالية
Icon