بمعنى اللام، واستشهد له بقوله تعالى: ﴿وَلِتُكَبِّرُواْ اللهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ﴾ (البقرة: ١٨٥) أي: لما هداكم، وتأتي بمعنى عند كقوله تعالى: ﴿وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنبٌ﴾ (الشعراء: ١٤) أي: عندي وتأتي بمعنى من كقوله تعالى: ﴿الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُواْ عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُون﴾ (المطفِّفين: ٢) أي: من الناس.
وكذلك حرف الجر "عن" له معان منها البعدية كقوله تعالى: ﴿لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَن طَبَق﴾ (الانشقاق: ١٩) أي: حالًا بعد حال، ومنها: معنى الاستعلاء كقوله تعالى: ﴿وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ﴾ (محمد: ٣٨) ومعنى التعليل كقوله تعالى: ﴿وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَن قَوْلِكَ﴾ (هود: ٥٣) أي: لأجل قولك، وكذلك حرف الكاف يأتي بمعنى التشبيه، كقوله تعالى: ﴿وَرْدَةً كَالدِّهَان﴾ (الرحمن: ٣٧) ويأتي بمعنى التعليل، كقوله تعالى: ﴿وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ﴾ (البقرة: ١٩٨) ويأتي بمعنى التوكيد، والآية المشهورة التي دار حديث العلماء عنها في قوله تعالى: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِير﴾ (الشورى: ١١).
كذلك عندنا حروف الجر "إلى، وحتى" وهما يأتيان بانتهاء الغاية في المكان أو الزمان، وشاهد المكان قوله تعالى: ﴿مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى﴾ وشاهد الزمان قوله تعالى: ﴿ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ﴾ (البقرة: ١٨٧) وقوله تعالى: ﴿سَلاَمٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْر﴾ (القدْر: ٥).