"على" لأن هذا الذي نُزّل عليه -صلى الله عليه وسلم- ونزل من جهة مولاه سبحانه وتعالى على شخصه الكريم -صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم؛ ليبلغ به الناس.
بخلاف الآية في سورة البقرة؛ فالخطاب لأهل الإيمان: ﴿قُولُواْ آمَنَّا بِاللهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ﴾ (البقرة: ١٣٦) فناسب هنا أنْ يُستخدم حرف الجر "إلى" الذي هو للمنتهى، ويكون المنتهى من الجهات جميعها، فهو ما نُزّل على الأنبياء -صلوات الله وسلامه عليهم- والاختيار هنا لإلى؛ لأن الخطاب للمسلمين، فاستخدم حرف "إلى" أما في الأولى استخدم حرف "على" لأنه خطاب لنبينا الكريم -صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.
هذه وغيرها من اللطائف التي يراها أهل العلم في استخدامات الحروف، وهذه الاستخدامات كما قلت ليست قرآنًا؛ فهذه الآراء قد تقابل بآراء أخرى، لأنّ كل إنسان يرى ويتذوق من كتاب الله عز وجل ما ينار به إليه، وما يفتح به عليه؛ فربما يوافقك ما يرى، وربما ترى وجهًا آخر، وهذا في حد ذاته من أسرار أعجاز القرآن الكريم من الناحية اللغوية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


الصفحة التالية
Icon