- قول سابع يقول: إن الأوجه السبعة هي الأصول المضطردة مثل صلة الميم -ميم الجمع، وهاء الضمير- ومثل الإدغام والإظهار، والمد والقصر، وتحقيق الهمز وتخفيفه، والإمالة وتركها، والوقف بالسكون وبالإشارة إلى الحركة، وفتح الياءات وإسكانها وإثباتها وحذفها.
- أما الوجه الثامن الذي يُرى في هذا المسألة، ويرجح على غيره: أن الأوجه السبعة هي وجوه التغاير السبعة التي يقع فيها الاختلاف، فاختلاف الأسماء بالإفراد والتثنية والجمع والتذكير والتأنيث، تأتي الكلمة مفردةً في قراءة وجمعًا في قراءة، أو تأتي مذكرة في قراءة وتأتي مونثة في قراءة، فكما قرئ تواترًا: ﴿لِأَمَانَاتِهِمْ﴾ (المؤمنون: ٨) و"لأمانتِهم".
أما الوجه الثاني للتغير فهو التغير في وجوه الإعراب، كما ضربنا المثل: "فتلقى آدمَ من ربه كلماتٌ"، ﴿فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ﴾. وكذلك الاختلاف في التصريف: ﴿فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا﴾ (سبأ: ١٩) وقرئ: "فقالوا ربُّنا باعَدَ بين أسفارنا"، وقرئ: "ربنا بَعَّد بين أسفارنا". وكذلك الاختلاف في التقديم والتأخير: ﴿أَفَلَمْ يَيْأَسِ﴾ (الرعد: ٣١) و"أفلم يَأْيَسِي". وكذلك التقديم والتأخير في الكلمات: ﴿فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ﴾ (التوبة: ١١١) "فيُقتلون ويقتلون". وكذلك الاختلاف بالإبدال، سواء كان الإبدال إبدال حرف مكان حرف: ﴿وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا﴾ (البقرة: ٢٥٩) وقرئ بالراء بدلًا من الزاي. وإبدال لفظ مكان لفظ، ومثاله ليس من المتواتر: ﴿كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ﴾ (القارعة: ٥) وقرئت في قراءة ابن مسعود: "كالصوف المنفوش".