على الاستفهام، فأفادت أن استواء هذه الضروب من العذاب، وأن الله -سبحانه وتعالى- منزل عليهم العذاب سواء كان بياتًا أو ضحًى، فلذلك هم لا يأمنون نزولَه من المولى -سبحانه وتعالى- عليهم، فكان يجب عليهم أن يطيعوا ربهم -سبحانه وتعالى- وأن يستجيبوا لدعوته إليهم بتوحديه وبالإيمان به.
ولذلك نماذج أخرى في القراءات القرآنية كنموذج مشابه في قول الله -سبحانه وتعالى- حكايةً عن فرعون: ﴿إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ﴾ (غافر: ٢٦) فقرئ: ﴿أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ﴾ وقرئ: "وأن يظهر في الأرض الفساد" يعني: بالواو العاطفة، و"أَوْ" وهذا من تغاير حرف المعنى، وإن كان الحرفان ينتميين إلى حروف العطف، إلا أن هناك فرقًا بين "وا" وبين "أو" كما سبق أن بينا في حديثنا عن حروف المعاني.
ونختم ببيان القراءات وأثرها في تنوع الأساليب:
الأساليب التي يستخدمها العرب في كلامهم أساليبٌ تنتمي إلى أصلين، وهو أساليب الخبر والإنشاء. الأسلوب إما أسلوب خبري أو أسلوب إنشائي، وبمنتهى الإيجاز: الخبري هو ما يحتمل الصدق أو الكذب، والإنشائي ما لا يحتمل الصدق أو الكذب، ومن صوره: الاستفهام والنداء والأمر والدعاء، إلى غير ذلك من الأساليب.
فنأتي إلى بعض نماذج القراءات القرآنية التي تبين لنا التنوع في الأساليب تبعًا للقراءة، من ذلك: تغاير القراءات بين الخبر والاستفهام، أن الأسلوب خبري أم جاء على صورة الاستفهام؟ والاستفهام من صور الإنشاء، وكذلك: التنوع بين الخبر والنهي، والتنوع بين الخبر والأمر، وهذه كلها من الأساليب التي نعرفها،


الصفحة التالية
Icon