أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ} (يس: ٧٨، ٧٩) فذكر المسند في قوله: ﴿يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا﴾.
وفي السؤال ما يدل عليه -كما ترى- والمقصود من الذكر أن يتقرر أن الله أحياها، وفيه إشارة أخرى هي أنه لا يُسأل عن الإحياء بعد الموت، أعني: عن إمكانه، وإنما أنه -سبحانه وتعالى- لا يسأل عن إحياءٍ بعد الموت، وأن الذي يسأل عن هذا لا يعول في خطابه على ذكاء وهو بادر أو ظاهر عليه أنه لا يفقه كثيرًا ما يسأل عنه وما يقوله.
وفي ختام حديثنا عن أغراض ذكر المسند إليه والمسند أنبه إلى شيئين، وهو ما ذكرته أولًا إلى أن هذه اجتهادات من أهل العلم يستدلون لها بأمثلة من كتاب الله -سبحانه وتعالى- هذه الاجتهادات قد يضيف بعضهم إليها أغراضًا أخرى، كاجتهاد منه لرؤية ذلك، أو قد يكون ناقلًا عنه في هذا المجال، لذلك نجد الأغراض تتفاوت في الذكر كما حدث مع أستاذنا الدكتور بدوي، فذكر -رحمه الله- مِن أغراض ذكر المسند إليه تأكيد وقوع المسند إذا كان ذكر اسمه مما يطمئن السامع إليه، واستدل بقوله تعالى: ﴿لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا﴾ (النساء: ٩٥).
فقال: أَوَلَا ترى في ذكر اسم الله بعد الوعد ضمانًا لتنفيذه كما يذكر أيضًا للتصوير الباعث على الرهبة كما في قوله تعالى: {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا *