النقطة الخامسة: أنه عليك أن تتأمل موقع الآية القرآنية وسط الكلام، حين يُتمثل بها في تضاعيف الكلام؛ ليظهر لك فضل القرآن على سائر الكلام، فالآية المستشهد بها وسط خطبة مثلًا تجدها هي غرة الخطبة، وهي واسطة عقدها، وتنادي على نفسها بالتميز والاختصاص بالرونق والجمال، ومن ثم نقول: إن وجه الإعجاز الحق هو ما اتسم به القرآن من بلاغة، تحير فيها أهل الفصاحة من العرب وأعيان البلاغة، من بينهم فسلموا ولم يشغلوا أنفسهم بمعارضته لعلمهم بالعجز عن بلوغ مداه، وقوله تعالى حكاية عنهم ﴿لَوْ نَشَاء لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا﴾ (الأنفال: ٣١) يحمل دليل عجزهم، فلو كانوا على ما وصفوا به أنفسهم من القدرة على المجيء بمثل القرآن لتجاوزوا الوعد إلى الوفاء بما ادعوا، فلما لم ينجزوا ما وعدوا عُلم عجزهم وقصور باعهم.
ثمرة دراسة إعجاز القرآن
هذا السؤال المبارك طرحه الدكتور العواجي وأجاب عنه في كتابه، فذكر بعض النقاط قال:
أولًا: تقرير الكشف عن إعجاز القرآن وأنه قد تحقق ولا زال يتحقق عبر العصور والأزمان.
ثانيًا: إقامة الصلة بين قلب المسلم وكتاب الله -عز وجل، فيزداد الإيمان بإدراك القدرة والأسرار.
ثالثًا: تجدد حياة المسلم بتدبر معاني القرآن وإدراك أسرار الإعجاز بشتى أنواعه.
رابعًا: إدراك أن المعجزة القرآنية قائمة ما دامت الحياة وما عاشت الأجيال.
خامسًا: إدراك صدق النبي -صلى الله عليه وسلم- وإلزام المعاند بذلك، وهذا صنف فيه شيخ الإسلام -رحمه الله- كتابًا كاملا (الجواب الصحيح).
سادسًا: بيان صحة هذا الدين وثبوت كونه من عند الله -سبحانه وتعالى.


الصفحة التالية
Icon