وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ} (البقرة: ١٩٦) فاستخدام كلمة: ﴿كَامِلَةٌ﴾ بعد عد الثلاثة والسبعة؛ لاستكمال صفات هذه الأيام المذكورة، ولذا لم يقل المولى -سبحانه وتعالى: تامة؛ للفرق بين التمام والكمال. وكذلك قوله تعالى: ﴿قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ﴾ (الممتحنة: ٤) فإن البغضاء والعداوة بمعنًى واحد، وإنما حسن إيرادهما معًا في معرض واحد؛ لتأكيد البراءة بين إبراهيم -صلوات الله وسلامه عليه- والذين آمنوا به، وبين الكفار من قومهم حيث لم يؤمنوا بالله وحده.
وهذا الضرب معروف وشواهده كثيرة. آخر ضرب من التكرير في المعنى دون اللفظ الذي هو غير مفيد، فلا سبيلَ للاستشهاد به في القرآن الكريم، وإنما شواهده من كلام الشعراء، كقول أبي تمام:
قسَم الزمانُ ربوعَها بين الصِّبَا | وقبولِها ودبورِها أثلاثًا |
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.