تعرّض لها النبي -صلى الله عليه وسلم- وأسئلة سألوا عنها النبي -صلى الله عليه وسلم، وأجاب عنها -صلوات الله وسلامه عليه- من الأخبار الماضية ومن الغيبيات الماضية، التي يعلمون يقينًا أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يكن يعلمها ﴿ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ﴾ (يوسف: ١٠٢) وقول الله -سبحانه وتعالى-: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا أَفَلَا تَعْقِلُونَ*حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ*لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾ (يوسف: ١٠٩ - ١١١).
هذه القصة التي حُكيت من أولها إلى آخرها على رسولنا -صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم- قصة يوسف -عليه السلام- كما ذكرها المولى -سبحانه وتعالى- أحسن القصص ﴿نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ﴾ (يوسف: ٣) وكثير في القرآن يسألونك ويسألونك، والقرآن مملوء بالأخبار عن الغيب الماضي الذي لا يعلمه أحد من البشر إلا من جهة الأنبياء، الذين أخبرهم الله بذلك، ليس هو الشيء الذي تزعمه الملاحدة والمتفلسفة؛ فإن هذه الأمور الغيبية المعينة المفصّلة، لا يؤخذ خبرها قط إلا عن نبي كموسى -عليه السلام- ومحمد -عليه أفضل الصلاة والسلام- وليس لأحد ممن يدعي المكاشفات لا من الأولياء ولا من غير الأولياء، أن يخبر بشيء من ذلك، فكان الإخبار الذي يخبر به النبي -صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم- آيةً على صدقه وآية على أنه -صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم- لا ينطق عن الهوى، وأنه يخبرهم بما أخبره به الله -سبحانه وتعالى، قصص كثيرة جدًّا في الإخبار، والله -سبحانه وتعالى- وضّحها في القرآن في أكثر من موضع: ﴿وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ﴾ (يوسف: ١٠٢) ﴿وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ﴾ (آل عمران: ٤٤) كثير جدّا في القرآن الكريم:


الصفحة التالية
Icon