مفهوم من الفعل أو من الصاحب أو من الكلام السابق لها، فلذلك تسمى مؤكدة، فهي تؤكد ما قبلها، وهذا اهتمام بجانب المعنى، وضرب من ضروب المعاني والبلاغة، فأشار إليه النحاة، وبينوه فمن المؤكدة لعاملها قوله تعالى: ﴿فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا﴾ فإن الضحك يستفاد من التبسم، وكذلك قوله تعالى: ﴿وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا﴾ (النساء: ٧٩)، وقوله تعالى: ﴿وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ﴾ وتأتي الحال مؤكدة لصاحبها كقوله تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا﴾ (البقرة: ٢٩)، فكلمة ﴿جَمِيعًا﴾ وقعت حالًا، وهي مؤكدة لصاحبها، وهو ما في الأرض، وما في الأرض عام وكذلك قوله تعالى: ﴿وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ﴾ (يونس: ١٥)، فآيات الله لا تكون إلا بينات وتأتي الحال مؤكدة لمضمون الجملة التي قبلها كقوله تعالى: ﴿وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَهُمْ﴾ (البقرة: ٩١)، فـ ﴿مُصَدِّقًا﴾ حال، وأكدت مضمون الجملة الاسمية قبلها، وهو ﴿الْحَقُّ﴾ وكذلك قوله تعالى: ﴿وَهَذَا صِرَاطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيمًا﴾ (الأنعام: ١٢٦)، فالاستقامة لزمت صراط الله سبحانه وتعالى.
الغاية من دراسة الفروق في الحال
الفروق في الحال اهتم البلاغيون بإظهارها، وهي كون الحال تأتي جملة، فالحال الجملة لابد لها من رابط يربطها بصاحبها هذا الرابط يكون واحدًا من ثلاث؛ إما أن يكون الرابط هو الواو أو الضمير أو الواو والضمير معًا، والواو هي التي اهتم بها البلاغيون، فتحدث عنها الجرجاني، وقعد لها السكاكي في كتابه (مفتاح العلوم) والدكتور منير سلطان في كتابه بين المواضع التي نصوا عليها في ذكر الواو وعدم ذكرها مع الحال، فبين أن خلاصة ما ذكره الجرجاني في


الصفحة التالية
Icon