بسم الله الرحمن الرحيم

الدرس الثاني والعشرون
(لمحات الجرجاني في (دلائل الإعجاز)، وإحصاء الشيخ عضيمة)
موازنة بين ما انتهى إليه الجرجاني وعضيمة في استخدام الحال
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه، وعلى آله وصحبه، وسلم تسليمًا كثيرًا؛ وبعد:
عقد الموازنة بين ما انتهى إليه عبد القاهر الجرجاني في كتابه (دلائل الإعجاز) من لمحات في استخدام الحال، وبين ما أحصاه الشيخ محمد عبد الخالق عضيمة في كتابه (دراسات في أسلوب القرآن الكريم) فنقف مع هذه الفروق كتطبيق لما انتهى إليه الجرجاني من أحكام في استخدام الحال.
ونستطيع أن نطلق على هذه الموازنة: ضوابط الربط اللغوي بين الجرجاني والنص القرآني، قَسّم الجرجاني الجملة التي تحتاج إلى رابط إلى نوعين: "جملة اسمية، وجملة فعلية" وتحدث عن الجملة الاسمية بذكر أربعة أحكام:
أولًا: الجُملة إذا كانت من مبتدأ وخبر؛ فالغَالِبُ عليها أن تجيء مع الواو، وهذا الكلام واضح جلي في كتاب الله سبحانه وتعالى: ﴿لَّكِنِ اللهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنزَلَ إِلَيْكَ أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلآئِكَةُ يَشْهَدُونَ﴾ (النساء: ١٦٦) ﴿وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلائِكَةُ بَاسِطُوا أَيْدِيهِمْ﴾ (الأنعام: ٩٣) ﴿وَهُم بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنكُمْ﴾ (الأنفال: ٤٢) ﴿قَالُواْ لاَ تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا وَامْرَأَتُهُ قَآئِمَةٌ﴾ (هود: ٧٠ - ٧١) ﴿قَالُواْ لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذًا لَّخَاسِرُون﴾ (يوسف: ١٤).
﴿وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ وَاللهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُواْ﴾ (النحل: ١٠١) ﴿كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ﴾ (العنكبوت: ٤١) ﴿لاَ أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَد * وَأَنتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَد﴾ (البلد: ١ - ٢) ﴿وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُون * وَمَا هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِين﴾ (القلم: ٥١ - ٥٢) ﴿يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ﴾ (التوبة: ٣٢)


الصفحة التالية
Icon