تشتكي إلى الله، وإلى غير ذلك من الآيات ولكننا نبهنا على ذلك؛ لأن هذا الإحصاء الذي أحصاه الشيخ عضيمة في اثنين وعشرين موضعًا في كتاب الله، جاءت فيها الجملة الحالية مضارعة مثبتة، ومع ذلك ربطت بالواو.
ويقول: الحكم الثاني: فإنْ دخل على المضارع حرف نفي تغير الحكم، فجاء بالواو وبتركها كثيرًا. وهذا مثاله أيضًا في كتاب الله كثير؛ مثال الربط بالواو، وهي الجملة منفية قوله تعالى: ﴿يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ﴾ (المائدة: ٥٤) ﴿قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلاَ أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ﴾ (الأنعام: ٨٠) ﴿أَتقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءكُمْ أَسِحْرٌ هَذَا وَلاَ يُفْلِحُ السَّاحِرُون﴾ (يونس: ٧٧) ﴿قُلْ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللهَ وَلا أُشْرِكَ بِهِ﴾ (الرعد: ٣٦) على قراءة من قرأ بالرفع "ولا أشرِكُ به". ﴿فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُم بِذَنبِهِمْ فَسَوَّاهَا * وَلاَ يَخَافُ عُقْبَاهَا﴾ (الشمس: ١٤ - ١٥) هذه الآيات واضحة في الربط بالواو، وهي جملة منفية بـ"لا".
وأيضًا مما ورد بالنفي في القرآن النفي بـ"لم" والنفي بـ"لما" فقد جاء بالواو وبغير الواو مثال الواو قوله تعالى: ﴿وَإِن كُنتُمْ عَلَى سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُواْ كَاتِبًا فَرِهَانٌ مَّقْبُوضَةٌ﴾ (البقرة: ٢٨٣) فجملة ﴿وَلَمْ تَجِدُواْ كَاتِبًا﴾ في محل نصب حال وقرنت بالواو وهي مضارعة منفية بلم، وقوله تعالى: ﴿أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ﴾ (آل عمران: ٤٧) فجملة: ﴿وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ﴾ حالية واقترنت بالواو، وهي منفية بلم.
ومثال وقوع الحالية منفية بلم ولم تقترن بالواو قوله تعالى: ﴿فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ﴾ وقوله سبحانه: ﴿فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِين﴾ (الأعراف: ١١) وقوله سبحانه: {فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللهِ