لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ} (الأنعام: ٥١) فجملة: ﴿لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ﴾ حال من ضمير "يحشروا".
والموضع الثاني الذي ذكره الجرجاني هو: دخول حرف على الجملة الحالية، ومثل له بـ"كأن" وقال: "مما ينبغي أن يراعى أنك ترى الجملة قد جاءت حالًا بغير واو، ويحسن ذلك ثم تنظر فترى ذلك إنما حسن من أجل حرف دخل عليها، مثاله قول الفرزدق:

فقلت عسى أن تبصريني كأنما بني حوالي الأسود الحوارد
فنظر إلى أنّ الجمال في دخول "كأن" على الجملة؛ فحسن لذلك حذف الواو وعدم ذكرها.
وهذا أيضًا ما نشاهده في آيات الله -سبحانه وتعالى- في القرآن الكريم، من عدم اقتران الجملة الحالية المصدرة بكأن بالواو من ذلك قوله تعالى: ﴿نَبَذَ فَرِيقٌ مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ كِتَابَ اللهِ وَرَاء ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُون﴾ (البقرة: ١٠١) فجملة: ﴿كَأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُون﴾ جملة حالية، وصاحب الحال كلمة فريق وعاملها نبذ. وكذلك قوله سبحانه: ﴿فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا﴾ (النمل: ١٠) جملة: ﴿كَأَنَّهَا جَانٌّ﴾ حال ثانية، فالحال الأولى جملة تهتز.
وكذلك قوله سبحانه: ﴿وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا﴾ (لقمان: ٧) وغير ذلك كثير في كتاب الله كقوله سبحانه: ﴿فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَة﴾ (الحاقة: ٧) ﴿يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الأَجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُون﴾ (المعارج: ٤٣) ﴿فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِين * كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُّسْتَنفِرَة﴾ (المدَّثر: ٤٩ - ٥٠) {تَنزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ


الصفحة التالية
Icon