ترجحت صحته من نظريات العلوم الكونية، دون إسراف في التأويل، ذلك عندما تدرس في مادة التفسير ومناهج التفسير تجد إسهابًا في الحديث عن هذه المسألة وهي مسألة التفسير العلمي للقرآن الكريم، هذه المسألة انتشر اجتهاد المجتهدين فيها، وكلام الناس فيها، ولكنها لها حدود لا بد أن نقف عندها.
ومنها ننتقل إلى نقطتنا الثالثة في هذا الموضوع: وهي ما الضوابط التي نلجأ إليها عند حديثنا عن الإعجاز العلمي؟ أو ما الأشياء التي نحتكم إليها في البحث عن الإعجاز العلمي في القرآن الكريم؟ هل كل أحدٍ يقول ما يقول وما يحلو له أن يقوله يذكره ويقول: هذا إعجاز علمي؟
لا نستطيع ابتداءً أن نسلم بهذا الكلام، وما أوتي النقد من أعداء الإسلام إلا من تسرع بعض الناس في إثبات أو في الحديث عن نظريات علمية كانت في محل التجريب، ولم تثبت ثبوتًا قطعيًّا، فأرادوا أن يفسروها على آيات من القرآن، وجاءوا بآيات من القرآن قالوا: إنها تفسر هذا المعنى التجريبي أو العلمي الذي توصل إليه، وبعد ذلك يثبت خطأ هذه النظرية، فيرمي هؤلاء الملاحدة على القرآن الكريم بأنه تحدث عن حقيقة تغيرت أو عن مسألة علمية تغير وضعها.
لا والله، الخطأ لم يكن قطعًا في كتاب الله -عز وجل، حاشا لله، وإنما الخطأ من هذا الذي تسرع وحمل الآية على هذا المعنى، لذلك كان لا بد لنا في حديثنا عن الإعجاز العلمي أن نضع ضوابط البحث في الإعجاز العلمي، فهذه قضية شائكة تقابلها رافض وتقابلها متحمس، فالبعض يتحمس لها والبعض يرفضها، وكما قال شيخ الإسلام: "كلا طرفي قصد الأمور ذميم".
من هنا نتحدث عن الضوابط:


الصفحة التالية
Icon