الأرض وآية الخلائق، ثم يخلص به إلى ذلك الهتاف بالبشر ليفروا إلى الله موحدين متجردين يقول: يقول الله تعالى: ﴿وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ﴾ الأيد القوة والقوة أوضح ما ينبئ عنه بناء السماء الهائل المتماسك المتناسق بأي مدلول من مدلول كلمة السماء، سواء كانت تعني مدارات النجوم والكواكب أم تعني مجموعة من المجموعات النجمية التي يطلق عليها اسم المجرة، وتحوي مئات الملايين من النجوم أم تعني طبقة من طبقات هذا الفضاء الذي تتناثر فيه النجوم والكواكب، أم غير هذا من مدلولات كلمة السماء والسعة كذلك ظاهرة فهذه النجوم ذات الأحجام الهائلة والتي تعد بالملايين لا تعدو أن تكون ذرات متناثرة في هذا الفضاء الرحيب. ولعل في الإشارة إلى السعة إيحاء آخر إلى مخازن الأرزاق التي قيل من قال: إنها في السماء، ولو أن السماء مجرد رمز إلى ما عند الله ولكن التعبير القرآني يلقي ظلالا معينة يبدو أنها مقصودة في التعبير لخطاب المشاعر البشرية خطابا موحيا". انتهى كلام صاحب (الظلال) في سورة الذاريات جزء ٢٧ صـ ٣٣٨٥ طبعة دار الشروق.
يقول الدكتور زغلول النجار: "هذه الآية تشير إلى أن الكون الذي نحيا فيه يتسع باستمرار، وأننا إذا عدنا بهذا الاتساع إلى الوراء مع الزمن فلابد وأن يتكدس على هيئة جرم واحد". ثم يتحدث الدكتور زغلول النجار عن بدايات تعرف الإنسان على ظاهرة توسع الكون يقول: "إلى مطلع العقد الثاني من القرن العشرين ظل علماء الفلك ينادون بثبات الكون وعدم تغيره في محاولة يائسة لنفي الخلق والتنكر للخالق، حتى ثبت عكس ذلك بتطبيق ظاهرة "دوبلر" على حركة المجرات الخارجة عن مجرتنا، ففي النصف الأول من القرن التاسع عشر كان العالم النمساوي "دوبلر" قد لاحظ أنه عند مرور قطار سريع يطلق صفارته فإن الراصد للقطار يسمع صوتا متصلا ذا طبقة صوتية ثابتة، ولكن هذه الطبقة