ومن عجائب القدر بهؤلاء الجاحدين لحقيقة الخلق، المتنكرين لجلال الخالق سبحانه، المنادين كذبًا بأزلية العالم أن يكون أحد زعمائهم وهو "فريد هويل" الذي حمل لواء الادعاء بثبات الكون واستقراره، وأزليته لسنوات طويلة هو الذي يعلن بنفسه في سخريةٍ لاذعةٍ تعبير الانفجار الكبير للكون، وذلك في سلسلة أحاديث له عَبْرَ الإذاعة البريطانية في سنة ١٩٥٠ م كان ينتقد فيها ظاهرة تمدد الكون، ويحاول إثبات بطلانها، ثم جاء بعد ذلك بسنوات ليكون من أشد المدافعين لها. وكانت نظرية خلق الكون من جرم أولي واحد عالي الكثافة قد توصل إليها البلجيكي "جورج لوميتر" وذلك في رسالة تقدم بها إلى معهد "مساشوسيشي" للتقنية دافع فيها، وفي عدد من بحوثه التالية عن حقيقة تمدد الكون، ولم تلقَ أبحاثه أي انتباه إلى أن جاء "إيدينجيتن" في سنة ١٩٣٠ م ليلفت إليها الأنظار ومن هنا أطلق على "لوميتر" لقب صاحب فكرة الانفجار الكبير في صورتها الأولى".
بقايا الإشعاع الكوني كدليل على الانفجار العظيم
في سنة ١٩٤٨ أعلن كل من "جورج جامو" وزميله "رالف ألفر" أن تركيز العناصر في الجزء المدرك من الكون يشير إلى أن الجرم الأولي الذي بدأ به الكون كان تحت ضغط، وفي درجة حرارة لا يكاد العقل البشري أن يتصورهما وعند انفجاره انتقلت تلك الحرارة إلى سحابةِ الدخان الكوني التي نتجت عن ذلك الانفجار، وسمحت بعدد من التفاعلات النووية التي أدَّتْ إلى تكون العناصر الأولية من مثل "الإيدروجين" و"الهيليوم".
وفي السنة نفسها ١٩٤٨ قدم كل من "إلفر" و"هيرمان" اقتراحا بأن الجرم الابتدائي للكون كان له إشعاع حراري يشابه إشعاع الأجسام المعتمة، وأن هذا الإشعاع


الصفحة التالية
Icon