كذلك فإن توسع الكون لم يتجاوز بعد الحد الحرج الذي يمكن أن يؤدي إلى انهياره على ذاته، وتكدسه من جديد مما يؤكد أنه محكوم بضوابط بالغة الدقة والإحكام، ولا يزال الكون المدرك مستمرًّا في توسعه بعد أكثر من عشرة مليارات من السنين هي العمر الأدنى المقدر للكون، وذلك بنفس معدل التوسع الحرج، ولو تجاوزه بجزء من مئات البلايين من المعدل الحالي للتوسع لانهار الكون على الفور، فسبحان الذي حفظه من الانهيار، والنظرية النسبية لا يمكنها تفسير ذلك؛ لأن كل القوانين الفيزيائية، وكل الأبعاد المكانية والزمانية تنهار عند الجرم الابتدائي للكون قبل انفجار مرحلة الرتق بكتلته وكثافته وحرارته الفائقة، وانعدام حجمه إلى ما يقرب من الصفر.
ولا يمكن لعاقل أن يتصور مصدرًا لخلق هذا الكون بهذا المقدار من الإحكام غير الخالق سبحانه، الذي يصف هذا الأمر بقوله: ﴿إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾ (يس: ٨٢).
فعلى سبيل المثال لا الحصر يذكر علماء الفيزياء، أنه إذا تغيرت الشحنة الكهربائية للإلكترون قليلًا ما استطاعت النجوم القيام بعملية الاندماج النووي، ولعجزت عن الانفجار على هيئة ما يسمى المستعر الأعظم، إذا تمكنت فرضًا من القيام بعملية الاندماج النووي.
والمعدل المتوسط لعملية اتساع الكون لا بد وأنه قد اختير بحكمة بالغة؛ لأن معدله الحالي لا يزال قريبًا من الحد الحرج اللازم لمنع الكون من الانهيار على ذاته.
ويقرر علماء الفيزياء النظرية والفلكية أن الدخان الكوني كان خليطًا من الغازات الحارة المعتمة التي تتخللها بعض الجسيمات الأولية للمادة وأضداد المادة، حتى