تصوير الدخان الكوني
في الثامن من نوفمبر سنة ١٩٨٩م، أطلقت وكالة الفضاء الأمريكية مركبة باسم مكتشف الخلفية الإشعاعية للكون، ارتفعت إلى مدار حول الأرض يبلغ ارتفاعه ٦٠٠ كيلو متر فوق مستوى سطح البحر؛ وذلك لقياس درجة حرارة الخلفية الإشعاعية للكون، وقياس كل من الكثافة المادية والضوئية، والموجات الدقيقة في الكون المدرك بعيدًا عن تأثير كل من السحب والملوثات في النطق الدنيا من الغلاف الغازي للأرض.
وقام هذا القمر الصنعي المستكشف بإرسال قدر هائل من المعلومات، وملايين الصور لآثار الدخان الكوني الأول، الذي نتج عن عملية الانفجار العظيم للكون من على بعد عشرة مليارات من السنين الضوئية.
وأثبتت تلك الصور أن هذا الدخان الكوني في حالة معتمة تمامًا تمثل حالة الإظلام التي سادت الكون في مراحله الأولى، ويقدر العلماء كتلة هذا الدخان المعتم بحوالي ٩٠% من كتلة المادة في الكون المنظور.
وكتب جورج سموت أحد المسئولين عن رحلة المستكشف تقريرًا، نشره سنة ١٩٩٢م بالنتائج المستقاة من هذا العدد الهائل من الصور الكونية، كان من أهمها الحالة الدخانية المتجانسة التي سادت الوجود عقب الانفجار الكوني العظيم.
وكذلك درجة الحرارة المتبقية على هيئة خلفية إشعاعية أكدت حدوث ذلك الانفجار الكبير، وكان في تلك الكشوف أبلغ الرد على النظريات الخاطئة التي حاولت من منطلقات الكفر والإلحاد تجاوز الخلق، والجحود بالخالق، فنادت كذبًا بديمومة الكون بلا بداية ولا نهاية، من مثل نظرية الكون المستمر، التي سبق


الصفحة التالية
Icon