وخلق جميع أجرام السماء، وأن خلق الوحدات الكونية الكبرى كالسند، والمجرات سابق على ما يتعلق بداخلها من نجوم، وتوابع تلك النجوم من الكواكب والكويكبات والأقمار.
وأما الآيات في سورة فصلت ٩ إلى ١٢ تشير إلى أن خلق الأرض الابتدائية كان سابقًا على تمايز السماء الدخانية الأولى إلى سبع سماوات، وأن دحو الأرض الابتدائية؛ بمعنى تكون أغلفتها الغازية، والمائية، والصخرية جاء بعد ذلك، ويدعم هذا الاستنتاج ما جاء في سورة النازعات من قول الحق سبحانه: ﴿أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا * رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّا ها * وأَغْطَشَ لَيْلَهَا وأَخْرَجَ ضُحَاهَا * والْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا * أ َخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا ومَرْعَاهَ ا * والْجِبَالَ أَرْسَ اها * مَتَاعًا لَكُمْ ولِأَنْعَامِكُم﴾.
وفي الآيات من ٩ إلى ١٢ من سورة فصلت يخبرنا ربنا سبحانه بأنه قد خلق الأرض في يومين، وجعل لها رواسي، وبارك فيها، وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام؛ أي: أربع مراحل، ثم خلق السموات في يومين؛ أي: مرحلتين.
وهو القادر على أن يقول للشيء: كن فيكون، ولكن هذا التدرج كان لحكمة مؤداها أن يفهم الإنسان سنن الله في الخلق، فقد يلتبس على القارئ لأول وهلة أن خلق الأرض وحدها قد استغرق ستة أيام؛ أي: ستة مراحل، وأن خلق السماء قد استغرق يومين؛ أي: مرحلتين، فيكون خلق السموات والأرض قد استغرق ثمانية مراحل، والآيات القرآنية التي تؤكد خلق السموات والأرض في ستة أيام؛ أي: ستة مراحل آيات عديدة، لكن الآيات في سورة فصلت تشير إلى أن يومي خلق الأرض هما يوم خلق السموات السبع؛ وذلك لأن الأمر الإلهي كان للسماء والأرض معًا؛ لقول الحق: ﴿ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا ولِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ﴾.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.