عرض موجز لسورة البقرة التي ذكرت فيها آية البعوضة
شرح قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ﴾ (البقرة: ٢٦).
سورة البقرة سورة مدنية وعدد آياتها ٢٨٦ آية، وهي أطول سور القرآن الكريم على الإطلاق، وقد سميت بهذا الاسم لورود الإشارة فيها إلى تلك المعجزة التي أجراها الله -سبحانه- على يد نبيه موسى -عليه السلام- حين تعرض شخص من بني إسرائيل في زمانه للقتل ولم يعرف قاتله، فأوحى الله تعالى إلى عبده موسى أن يأمر قومه بذبح بقرة، وأن يضربوا الميت بجزء منها فيحيا بإذن الله ويخبرهم عن قاتله، ثم يموت إحقاقا للحق وشهادة لله بالقدرة على إحياء الموتى.
ومن مزايا سورة البقرة أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال فيها: ((لا تجعلوا بيوتكم مقابر، وأن البيت الذي تقرأ فيه البقرة لا يدخله الشيطان)) رواه الترمذي. وقال -صلى الله عليه وسلم: ((من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه)) رواه البخاري ورواه مسلم ورواه الترمذي. وقال -صلى الله عليه وسلم: ((يأتي القرآن وأهله الذين يعملون به في الدنيا تقدمه سورة البقرة وآل عمران تأتيان كأنهما غيابتان، أو كأنهما غمامتان سوداوان، أو كأنهما ظلة من طير صواف تجادلان عن صاحبهما)) أخرجه مسلم وأخرجه الترمذي.
ويقول الرسول -صلى الله عليه وسلم- في حديث رواه الإمام أحمد عن أبي أمامة الباهلي قال -صلى الله عليه وسلم: ((اقرءوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا يستطيعها البطلة)).