وشرعت سورة البقرة القصاص في القتلى حماية للمجتمعات الإنسانية من إجرام المجرمين، وحضت على كتابة الوصية قبل الموت، وحرمت وجرمت تبديلها أو إخفاءها، وحرمت أكل أموال الناس بالباطل مهما صغرت القيمة، ووضعت ضوابط للتعامل بالدين؛ وكيفية كتابته والشهادة عليه وطبيعة شهوده، وحرمت التعامل بالربا تحريما قاطعا، وهددت الواقعين فيه بحرب من الله ورسوله، والغالبية الساحقة من بنوك العالمين العربي والإسلامي لا تتعامل اليوم إلا بالربا المعلن، والقليل من البنوك الإسلامية تحارب في كل أرض.
وحضت السورة على رعاية اليتيم حتى يبلغ أجله، وحددت ضوابط الإنفاق في سبيل الله، وحرمت سورة البقرة إنكار أي معلوم من الدين بالضرورة.
من قواعد العبادة في سورة البقرة:
١ - أمر ربنا -تبارك وتعالى- في سورة البقرة بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وصو م رمضان وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلا، وحدد آداب كل عبادة من تلك العبادات وضوابطها الشرعية، وشرعت السورة الإنفاق في سبيل الله والإحسان إلى الخلق بصفة عامة، وأكدت بأن ذلك كله كان من قواعد العبادة في كل الشرائع السماوية السابقة، وكلها كانت إسلامًا لله علمه ربنا -تبارك وتعالى- لأبينا آدم -عليه السلام- وأنزله على فترة من الأنبياء والمرسلين، وأكمله وأتمه في بعثة النبي الخاتم والرسول الخاتم سيدنا محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم.
٢ - الدعوة إلى الجهاد في سبيل الله؛ ردعًا للمعتدين والغاصبين والمتجبرين في الأرض، ودفعًا للمعتدين على أراضي المسلمين وعلى دمائهم وأموالهم وأعراضهم ومقدساتهم، وللمعتدين على غيرهم من المستضعفين في الأرض من غير المسلمين؛ وذلك صونا لكرامة الإنسان وإقامة لعدل الله في الأرض.