٨ - التصديق بضرورة تنزيه الله تعالى عن كل وصف لا يليق بجلاله من أمثال الشريك والشبيه والمنازع والصاحبة والولد؛ لأن هذه كلها من صفات المخلوقين والله تعالى منزه عن جميع صفات خلقه، والإيمان ب أن الشرك من أبشع صور الاعتقاد وأبغضها إلى الله، وهو من صور الكفر بالله، وأ ن من هذا الكفر منع مساجد الله تعالى أن يذكر فيها اسمه أو السعي في خرابها، وكلها من الأعمال التي لا ي ر ضاها ربنا - تبارك وتعالى.
٩ - الإيمان ب أن الشيطان للإنسان عدو مبين، وأنه يأمر بالسوء والفحشاء ويغري الضالين من العباد ب أن يقولوا على الله ما لا يعلمون، ومن هنا فإن مخالفته واجبة على كل مسلم ومسلمة، وللنجاة من حبائل هذا اللعين لا بد من الاعتصام بحبل الله المتين.
وتأكيدا على هذه الحقيقة عرضت السورة الكريمة لقصة الشيطان الرجيم مع آدم وحواء - عليهما السلام - حتى تم إخراجهما من الجنة بوسوسته وغوايته، ثم كانت توبتهما وقبول الله تعالى منهما تلك التوبة. وبذلك لا يمكن أن يكون أحدا من ذريتهما آثر من معصيتهما انطلاقا من عدل الله القائل: ﴿وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ﴾ (الأنعام: ١٦٤) وفي ذلك يقول الحق -تبارك وتعالى: ﴿فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ﴾ (البقرة: ٣٧).
١٠ - اليقين ب أن دين الله الإسلام قائم على السماحة واليسر وعلى رفع الحرج عن الخلق، وأن من أصوله الثابتة أنه لا إكراه في الدين.
١١ - التصديق بحتمية الآخرة وبضرورتها وبا لخوف من فجائيتها وأهوالها، وفي ذلك يقول ربنا - سبحانه: ﴿وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ﴾ (البقرة: ٢٨١).


الصفحة التالية
Icon