وكلا الصنفين من الألواح المكونة لغلاف الأرض الصخري القارية والمحيطية يطفوا فوق نطاق أعلى كثافة، وهو نطاق شبه منصهر مرن يُعرف باسم نطاق الضعف الأرضي، وهذا النطاق يتأثر بالضغوط فوقه؛ نظرا لمرونته، فيتحرك إلى أسفل كلما زادت عليه الضغوط، وإلى أعلى كلما قلَّت.
ويتم ذلك بعمليتين متعاكستين تُسمى الأولى منهما باسم التضاغط المرتد، وتُسمى الثانية باسم الارتداد التضاغطي المرتد، وتتمَّان للمحافظة على الاتزان الأرضي، فإذا ارتفع الجبل بصخوره الخفيفة نسبيًّا إلى قمم سابقة؛ فلا بد من إزاحة كمٍّ مساوٍ لكتلته من المادة شبه المنصهرة في نطاق الضعف الأرضي الموجود أسفل الجبل مباشرة، مما يساعد الصخور المكونة للجبل على الاندفاع إلى أسفل بارتدادات عميقة تُسمى تجاوزًا باسم جذور الجبال، وهذه الجذور الجبلية تخترق الغلاف الصخري للأرض بالكامل؛ لتطفوا في نطاق الضعف الأرضي، كما تطفوا جبال الجليد في مياه المحيطات يحكمها في الحالين قوانين الطفو.
وبناء على كثافة الصخور المكونة للجبال بالنسبة إلى كثافة صخور نطاق الضعف الأرضي وكتلة الجبل نفسه يكون عمق الامتدادات الداخلية لصخور الجبل؛ أي: جذوره، وقد ثبت أن كل نتوءٍ على سطح الأرض له امتداد في داخلها يتراوح بين ١٠ و١٥ ضعف ارتفاع هذا النتوء فوق مستوى سطح البحر، وكلما زاد هذا الارتفاع الخارجي للتضاريس سطح الأرض زادت امتداداته الداخلية أضعافًا كثيرة، وهكذا تثبت الجبال على سطح الأرض بانغراسها في غلافها الصخري، وطفوها في نطاق الضعف الأرضي، كما تعين هي على تثبيت الأرض فتقلِّل من ترنحها في دورانها حول محورها، وتثبت ألواح الغلاف الصخري للأرض مع بعضها البعض بأوتاد الجبال، فتربط القارة بقاع المحيط.


الصفحة التالية
Icon