في آخر العهد الجديد من كتاب (نصارى اليوم) يشعلونها من أجل القضاء على دين الله الحق ﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾ (يوسف: ٢١) بهذا نكون قد انتهينا من الحديث عن كروية الأرض.
إعجاز القرآن في آية تكو ن الشراب الذي يخرج من بطون النحل
إعجاز القرآن الكريم في آية تكون الشراب الذي يخرج من بطون النحل؛ قال تعالى: ﴿وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ * ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ (النحل ٦٨، ٦٩).
أقوال المفسرين في هذه الآية:
قال البغوي والبيضاوي في تفسير الآية: ﴿وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ﴾؛ أي: ألهمها، وقذف في أنفسها ففهمته، أو جعل في غرائزها ذلك، كما قال السمعاني؛ أي: اتخذي من الجبال بيوتًا، ومن الشجر ومما يعرشون؛ أي يبنون، من الجبال بيوتًا؛ أي: أوكارًا مع ما فيها من الخلايا.
قوله ﴿وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ﴾؛ أي: يرفعه الناس من سقف، وقيل: المراد به ما يرفعه الناس ويبنونه للنحل، والمعنى: اتخذي أيتها النحل لنفسك بيوتًا من الجبال والشجر إذا لم يكن لك أرباب، وإلا فاتخذي ما يعرشونه لك، وقد جرت العادة أن أهلها يبنون لها الأماكن، فهي تأوي إليها.
قوله: ﴿ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ﴾؛ أي: من كل ثمرة تشتهينها حلوها ومرها.
قوله: ﴿فَاسْلُكِي﴾ ما أكلت منها ﴿سُبُلَ رَبِّكِ﴾؛ أي: مسالكه التي برأها بحيث يحين فيها بقدرته القاهرة الثمرة المرة عسلًا من أجوافك، أو فاسلكي الطرق


الصفحة التالية
Icon