يقول الذهبي في كتابه (التفسير والمفسرون): "كثيرًا ما نجد المؤلف -رحمه الله- في تفسيره يهيب بالمسلمين أن يتأملوا في آيات القرآن، التي ترشد إلى علوم الكون، ويحثهم على العمل بما فيه، ويندد بمن يغفل هذه الآيات على كثرتها، وينعي على من أغفلها من السابقين الأولين. ووقف عند آيات الأحكام وغيرها مما يتعلق بأمور العقيدة"، كذلك يقول الذهبي في كتابه (التفسير والمفسرون): "نجد المؤلف يكرر هذه النغمة في كثير من مواضع الكتاب.
فيقول في موضع منه: يا أمة الإسلام آيات معدودات في الفرائض اجتذبت فرعًا من علم الرياضيات، فما بالكم أيها الناس بسبعمائة آية فيها عجائب الدنيا كلها، هذا زمان العلوم وهذا زمان ظهور نور الإسلام، هذا زمان رقي، يا ليت شعري لماذا لا نعمل في آيات العلوم الكونية ما فعله آباؤنا في آيات الميراث؟ ولكني أقول -أي المؤلف يقول: الحمد لله إنك تقرأ في هذا التفسير خلاصات من العلوم، ودراستها أفضل من دراسة علم الفرائض؛ لأنه فرض كفاية فأما هذه فإنها للازدياد في معرفة الله، وهي فرض عين على كل قارئ.
إن هذه العلوم التي أدخلناها في تفسير القرآن هي، التي أغفلها الجهلاء المغرورون من صغار الفقهاء في الإسلام، فهذا زمان الانقلاب وظهور الحقائق، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم". ويقول المؤلف في موضع آخر: "إن نظام التعليم الإسلامي لابد من ارتقائه، فعلوم البلاغة ليست هي نهاية علوم القرآن، بل هي علوم لفظه، وما نكتبه اليوم علوم معناه، وانطباقها على العلوم التي أظهرها الله في الأرض.
ولعل هذا الزمان سيظهر فيه آثار من قوله تعالى: ﴿ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ﴾ (القيامة: ٣٨) فإن البيان المذكور في سورة القيامة فسر بمعنى: أننا نبينه بلسانك، فتقرؤه كما