وأخيرًا فإن على البشر أن يدركوا دائمًا أن فهمهم للدورة المائية لا يعني أن لديهم القدرة على التحكم فيها، بل لا ينبغي أن يعتمدوا كلية على خالقهم قال تعالى: ﴿قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ﴾ (الملك: ٣٠)، والله - س ب حانه وتعالى - يقول: ﴿وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ﴾ والتلقيح قد يكون بين ال عناصر الذكرية والأنثوية للزهرة الواحدة أو النبتة الواحدة، ويسمى عندئذٍ التلقيح الذاتي، وقد يكون بين نبتين منفصلتين، ويسمى حينئذٍ بالتلقيح المختلط، وتختلف طرق انتقال حبيبات اللقاح باختلاف نوع النبات، هناك فضلًا عن التلقيح بواسطة الإنسان كما في تأبير النخل مثلًا ثلاث طرق أخرى؛ وهي التلقيح بواسطة الحيوانات، إ ن للرياح كما تذكر الموسوعة العالمية دورًا هام ًّ افي عملية نقل اللقاح في النبات التي تفتقد الأزهار ذات الرائحة والرحيق والألوان الجاذبية للحشرات حيث تقوم الرياح بنشر اللقاح على مسافات واسعة؛ فوجه الإعجاز في قوله تعالى: ﴿وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ﴾ إشارته إلى أن الرياح تقوم بعملية التلقيح الريحي للنبات؛ فقال تعالى: ﴿وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ﴾ وهذا ما كشف عنه علماء النبات في القرون الأخيرة.
الرؤية العلمية الحديثة لتكون البرق:
وجد علماء الأرصاد بأن مصدر الشحنات السالبة للتفريغات المتتالية من السحاب إلى الأرض يوجد على ارتفاعات محصورة ما بين سطحين متاخمين درجة حرارتهما ١٥ و٢٥ وتتطابق مع منطقة وجود أمطار أو ثلوج بين هذين المستويين؛ ومن هنا يظهر أنه رغم اختلاف أنواع السحب الركامية جغرافي ًّ اأو فصلي ًّ افإن حيز الحرارة الذي توجد بداخله مراكز الشحن السالبة ثابت لا


الصفحة التالية
Icon