إن هذه الآية تُتلى والمسلمون يؤمنون بها حتى ظهر عِلْمُ الأرواح بأمريكا أولًا، ثم بسائر أوروبا ثانيًا"، ثم ذكر نبذةً طويلةً عن مبدأ ظهور هذا العلم، وكيف كان انتشاره بين الأمم، وفائدة هذا العلم، ثم قال أخيرًا: "ولما كانت السورة التي نحن بصددها قد جاء فيها حياةٌ للعُزير بعد موته، وكذلك حماره، ومسألة الطير وإبراهيم الخليل، ومسألة الذين خرجوا من ديارهم؛ فرارًا من الطاعون فماتوا ثم أحياهم. وعلم اللهُ أننا نعجز عن ذلك جعل قبل ذِكْر تلك الثلاثة في السورة ما يرمز إلى استحضار الأرواح في مسألة البقرة، كأنه يقول: إذا قرأتُم ما جاء عن بني إسرائيل في إحياء الموتى في هذه السورة عند أواخرها فلا تيأسوا من ذلك؛ فإني قد بدأت بذكر استحضار الأرواح، فاستحضروها بطرقها المعروفة، واسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون، ولكن ليكن المُحَضِّر ذا قلب نقي خالص على قَدم الأنبياء والمرسلين، كالعزير، وإبراهيم، وموسى، فهؤلاء لعلو نفوسهم رأوا بالمعاينة، وأراهم الله ذلك بالمعاينة. وأنا -أي والله يقول- أمرت نبيكم أن يقتدي بهم فقلت: ﴿فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِه﴾ (الأنعام: ٩٠) ".
ومثلًا عندما تعرض لقوله تعالى في أول سورة آل عمران ﴿الم﴾ نجده يعقد بحثًا طويلًا عنوانه: الأسرار الكيميائية في الحروف الهجائية للأمم الإسلامية في أوائل السور القرآنية وفيه يقول: "انظر رعاك الله تأمل، يقول الله: ﴿الم﴾، و ﴿طسم﴾، و ﴿حم﴾ وهكذا يقول لنا: أيها الناس إن الحروف الهجائية إليها تُحلل الكلمات اللغوية، فما من لغة في الأرض إلا وأرجعها أهلها إلى حروفها الأصلية، سواء أكانت اللغة العربية، أم اللغات الأعجمية شرقية وغربية، فلا صرف، ولا إملاء، ولا اشتقاق إلا بتحليل الكلمات إلى حروفها، ولا سبيل لتعليم لغة، وفهمها إلا بتحليلها. وهذا هو القانون المسنون في سائر العلوم والفنون. ولا جرم أن العلوم قسمان: لغوية، وغير لغوية، فالعلوم