الإعجاز القرآني
القرآن الكريم كتاب معجز ﴿لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ﴾ (فصلت: ٤٢) أعجز العرب ببلاغته وبيانه الشامل للفظ والتركيب والمعنى، وقد اعتنى علماء المسلمين بإعجاز القرآن الكريم فألفوا رسائل وكتبًا كثيرة في ذلك الوقت، كما كتب فيه المعاصرون رسائل ومؤلفات قيمَةً أيضًا وإن كان الجانب الأبرز وقت نزول القرآن هو إعجازه البياني، إلا أن إعجاز القرآن يشملُ جوانبَ عديدة، والإعجاز في اللغةِ مشتقٌّ من العجز والضعف وعدم القدرة، وهو مصدر أعْجَزَ، ومعناه: الفوت والسبق. والمعجزة في اصطلاح العلماء أمر خارق للعادة مقرون بالتحدي سالم من المعارضة، وإعجاز القرآن يقصد به إعجازه للناس في عدم قدرتهم على الإتيان بمثله. وقد ثبت أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- تحدى العرب بالقرآن على مراحل ثلاثة:
١ - تحداهم بالقرآن كله في سورة الإسراء، وذلك في قول الله تعالى: ﴿قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا﴾ (الإسراء: ٨٨).
٢ - ثم تحداهم القرآن بعشر سور من القرآن؛ وذلك في قول الله تعالى: ﴿أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ (هود: ١٣، ١٤).
٣ - ثم تحداهم بسورةٍ واحدة من القرآن في سورتي يونس والبقرة في قول الله تعالى في سورة يونس: ﴿أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾ (يونس: ٣٨) وقول