الإعجاز العلمي هو: إخبار القرآن الكريم أو السنة النبوية بحقيقة أثبتها العلم التجريبي، وثبت عدم إمكانية إدراكها بالوسائل البشرية في زمن الرسول -صلى الله عليه وسلم- مما يظهر صدقه فيما أخبر به عن ربه -سبحانه وتعالى- وهو باب من أبواب الإعجاز الغيبي.
أهمية الإعجاز العلمي: لما كانت الرسل -عليهم السلام- قبل رسولنا محمد -صلى الله عليه وسلم- يبعثون إلى أقوامهم خاصة، ولأزمنة محدودة فقد أيدهم الله ببينات حسية، يعني: بمعجزات حسية كالعصا لموسى -عليه السلام- وإحياء الموتى بإذن الله على يد عيسى -عليه السلام- وتستمر هذه المعجزات الحسية محتفظةً بقوة إقناعها في الزمن المحدد لرسالة كل رسول، حتى إذا تطاول الزمن، وتقادم، وضعف أثر تلك الرسالة الصافي، واختفت قوة إقناعها الحسية؛ فعندئذ يبعث الله رسولًا آخر، ويؤيده بمعجزة جديدة مناسبة لما برع فيه أهل زمانه.
ولما ختم الله الرسالات بمحمد -صلى الله عليه وسلم- ضمن له حفظ دينه، وأيده ببينات، أي: معجزات حسية؛ من ذلك نبع الماء بين أصابعه وحنين الجذع، وتسبيح الحصى، وزاده على ذلك بمعجزة كبرى تبقى بين أيدي الناس إلى قيام الساعة، ألا وهي القرآن الكريم. هذه المعجزة التي يتجدد عطاؤها مع كل فتحٍ بشري في آفاق العلوم والمعارف ذات الصلة بمعاني الوحي الإلهي؛ من ذلك في عصرنا هذا الإعجاز العلمي في القرآن والسنة قال -صلى الله عليه وسلم-: ((ما من الأنبياء نبي إلا أعطي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر، وإنما كان الذي أوتيته وحيًا أوحاه الله إليّ أرجو أن أكون أكثرهم تابعًا يوم القيامة)) فمعجزة القرآن مستمرة إلى يوم القيامة، وخرقه للعادة في أسلوبه، وفي بلاغته، وإخباره بالمغيبات مستمر، فلا يمر عصر من العصور إلا ويظهر فيه شيء مما أخبر به أنه سيكون يدل على صحة دعواه، فعم نفعُهُ من حَضَرَ ومن غَاب، ومن وُجِدَ ومن سيُوجَدُ.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.


الصفحة التالية
Icon