الكامل بأن القرآن الكريم هو كلام الله الخالق في صفائه الرباني، وإشراقاته النورانية، وأنه كله حق مطلق لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
١٥ - عدم التقليل من جهود العلماء السابقين في محاولاتهم المخلصة لفهم دلالة تلك الآيات الكونية في حدود المعلومات المتاحة في زمانهم، وذلك لأن الآية الكونية الواردة في كتاب الله تتسع دلالتها مع اتساع دائرة المعرفة الإنسانية في تكامل لا يعرف التضاد، حتى يظل القرآن الكريم مهيمنا على المعارف الإنسانية مهما اتسعت دوائرها، وهذا من أعظم جوانب الإعجاز في كتاب الله.
١٦ - التفريق بين قضيتي الإعجاز العلمي، والتفسير العلمي للقرآن الكريم: فالإعجاز العلمي يقصد به إثبات سبق القرآن الكريم للإشارة إلى حقيقة من حقائق الكون، أو تفسير ظاهرة من ظواهره قبل وصول العلم المكتسب إليها بعدد متطاول من القرون. أما التفسير: فهو محاولة بشرية لحسن فهم دلالة الآية القرآنية إن أصاب فيها المفسر فله أجران وإن أخطأ فله أجر واحد، والمعول عليه في ذلك هو نيته، وهنا يجب التأكيد على أن الخطأ في التفسير ينسحب على المفسر، ولا يمس جلال القرآن الكريم.
١٧ - يجب تحري الدقة المتناهية في التعامل مع كتاب الله وإخلاص النية في ذلك والتجرد له من كل غاية، وتذكر قول المصطفى -صلى الله عليه وسلم-: ((من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار)) أخرجه الترمذي في كتاب تفسير القرآن الكريم. الحديث رقم ٢٩٥٠".
وقد ذكر الدكتور زغلول النجار مبررات الاهتمام بقضية الإعجاز العلمي في القرآن الكريم؛ من هذه المبررات ما يلي:


الصفحة التالية
Icon