وَمِنْهَا قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة الشَّمْس: ﴿وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (١) وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا (٢) وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا (٣) وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا (٤) وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا (٥) وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا (٦) وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (٧) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (٨) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (٩) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (١٠)﴾ [الشمس: ١ - ١٠]
هَذَا آخر مَا يسره الله مِمَّا تصدينا لَهُ وقصدناه.
فَلهُ سُبْحَانَهُ الْحَمد حمدا لَا يُحْصى وَلَا يعد فَإِنَّهُ أنشأ الْأَشْيَاء من غير شبح وصور مَا صور من غير مِثَال وابتدع المبتدعات بِلَا احتذاء هُوَ الَّذِي قدر كل شَيْء تَقْديرا وَيسر كل شَيْء تيسيرا ودبر مَا دبر تدبيرا لم يعنه على خلقه شريك وَلم يؤازره فِي أمره وَزِير وَلم يكن لَهُ مشابه وَلَا نَظِير هُوَ الَّذِي ابْتَدَأَ واخترع واستحدث وابتدع وَأحسن صنع مَا صنع سُبْحَانَهُ مَا أجل شانه واصدع بِالْحَقِّ فرقانه!
فأسألك اللَّهُمَّ رب السَّمَاوَات السَّبع وَمَا أظلت وَرب الْأَرْضين السَّبع وَمَا أقلت وَرب الشَّيَاطِين وَمَا أضلت أَن تكون لي جارا من شَرّ خلقك جَمِيعًا أَن يفرط عَليّ أحد مِنْهُم أَو أَن يطغى. عز جَارك وَلَا آله غَيْرك.
وَكَانَ ذَلِك لست بَقينَ من شَوَّال سنة تسع وَثَلَاثِينَ
وثلاثمائة وَألف من هِجْرَة سيد الكائنات،
وَإِمَام الموجودات، حبيب رب الْعَالمين،
ومصطفى الْخلق أَجْمَعِينَ.


Icon