وَجعل فِي كل سَمَاء من هَذِه وَاحِدَة من الْجَوَارِي على التَّرْتِيب الْمَعْرُوف. انْتهى.
قَالَ الْجدُّ (١) متعقباً: وَالْقلب يمِيل إِلَى الكرية وَالله لَا يستحيي من الْحق
قَالَ وَمَا ذهب إِلَيْهِ الشَّيْخ أَمر شهودي وَفِيه الْمُوَافق والمخالف لما ذهب إِلَيْهِ مُعظم الْمُحدثين وَأكْثر عُلَمَاء الدّين وَالَّذِي قطع بِهِ بعض الْمُحَقِّقين أَنه لم يَجِيء فِي الْأَحَادِيث الصَّحِيحَة المرفوعة مَا يفصل أَمر السَّمَاوَات وَالْأَرْض أتم تَفْصِيل إِذْ لَيست الْمَسْأَلَة من الْمُهِمَّات فِي نظر الشَّارِع صلى الله عَلَيْهِ وَسلم والمهم فِي نظره مِنْهَا وَاضح لَا مرية فِيهِ وَسُبْحَان من لَا يتعاصى قدرته شَيْء.
و ﴿اللَّيْل﴾ وَاحِد بِمَعْنى جمع وواحدته لَيْلَة مثل تمر وَتَمْرَة.
وَقَوله سُبْحَانَهُ ﴿لآيَات لأولي الْأَلْبَاب﴾ أَي إِنَّهَا دلالات على وحدانية الله تَعَالَى وَكَمَال علمه وَقدرته وأولو الْأَلْبَاب أَصْحَاب الْعُقُول الْخَالِصَة عَن شوائب الْحس وَالوهم وَوجه دلالات الْمَذْكُورَات على وحدته تَعَالَى أَنَّهَا تدل على وجود الصَّانِع دلَالَة الدُّخان على النَّار لتغيرها المستلزم لحدوثها واستنادها إِلَى مُؤثر قديم
وَمَتى دلّت على ذَلِك لزم مِنْهُ الْوحدَة وَوجه دلالتها على كَمَال علمه وَقدرته أَنَّهَا فِي غَايَة الإتقان وَنِهَايَة الإحكام لمن تَأمل فِيهَا وتفكر فِي ظَاهرهَا وخافيها وَذَلِكَ يَسْتَدْعِي كَمَال الْعلم وَالْقُدْرَة كَمَا لَا يخفى.
ورده على الأمر الشهودي عند ابن عربي، هو رد على من تبنى هذا في زمننا من الفئة الضالة، التي تنكر المحسوس والملموس، وما اكتشف من العلوم. بدعوى أن الأرض مبسوطة. وهذا مما يضحك عليهم الأطفال.
وما ذكره ابن عربي فلا سند علمي له، لا من العقل ولا من النقل.